الطالب المشاغب ... ما الحل ؟
الوقاية
إنّ أفضل خطوة يمكن أن تبدأ بها لتطوير بيئة تعلّم إيجابيّة هي – بالطبع- أن تمنع حدوث سلوك الشغب قبل بدايته، وبالرغم من أنّ هذا الأمر لا يمكنك أن تسيطر عليه إلا جزئيًّا، إلا أنّه يُمكنك أن تستعين ببعض الاقتراحات التالية:
- ضمن خطتك الدراسيّة معايير السلوك الذي تتوقّعه من الطلاب.
- ناقش هذه المعايير والتوقّعات مع طلابك في أوّل يوم دراسيّ، وأخبرهم أنّك تتوقّع منهم أن يتصرّفوا التصرّف اللائق، وأنّك سوف تذكّرهم بهذه المعايير أثناء الفصل الدراسيّ.
- شارك طلاب الصفّ في عملية الضبط الصفيّ وتحمُّل المسؤولية؛ بأن تطلب إليهم تحديد معايير السلوك الصفيّ المقبول، وإضافة أفكارهم إلى قائمة المعايير التي أعددتها.
- أبرم عقدًا مع الطلاب حول السلوك الصفيّ المقبول، واطلب إليهم أن يقرؤوا هذا العقد ويوقّعوا عليه في الأسبوع الأوّل من الدراسة. قد يتضمّن هذا العقد موافقتهم على التزام الهدوء في أثناء حضور المحاضرات، والمناقشة، والاستعداد، إلخ.
- كن صلبًا في كلّ المسائل من اليوم الأوّل والأسبوع الأوّل؛ حتّى تضع للطلاب الأساس السّليم في التعامل، ويُمكنك أن تبدي قدرًا من المرونة والرعاية بعد ذلك.
العلاج
إذا استمرّ حدوث سلوك الشغب رغم جهود الوقاية التي بذلتها، فإنّ عليك التصرّف في أقرب وقت وبأسرع ما يمكن، وإن لم تفعل ذلك، فقد تفقد السيطرة على الصفّ، وتُحبط الطلاب الآخرين، وبالتالي تهيّئ بيئة تعلّم عدائية.
العلاجات الصفيّة البسيطة
- تحرّك باتّجاه الطلاب الثرثارين، واتّخذ لنفسك مكانًا بالقرب منهم تقف فيه.
- وجّه للطلاب المشاغبين في الحصّة تعليقات حازمة، لكن دون ازدرائهم، واسألهم إن كان لديهم أيّ تعليق أو سؤال، واطلب إليهم أن يلتزموا الهدوء لأنّ سلوكهم يمثّل إساءة لزملائهم.
- إذا حدث سلوك الشغب يومًا ما، غيّر النشاط الذي تمارسه، كأنْ تقسّم الطلاب إلى مجموعات للقيام بعمل معيّن، واطلب إلى مجموعة من الطلاب يكون من ضمنهم الطلاب المشاغبون أن يتقدّموا إلى الأمام ويقودوا النقاش.
- توقّف عن النشاط الذي تقوم به وانتظر - مهما طال ذلك - حتّى يهدأ الطلاب، وركّز بصرك على الطلاب المشاغبين، ثمّ تابع نشاطك من جديد.
العلاجات الصفيّة المتطرّفة
- خصّص بعض الوقت لتناقش فيه مع الصفّ الموقف ككل بكلّ أمانة وانفتاح، وناقشهم بما يعتقدونه، وأخبرهم عن مشاعرك نحوهم، واسألهم كيف يجب التعامل مع الأمور برأيهم ومن وجهة نظرهم. وإن خالجك شعور بأنّك لا تريد أن تضيّع وقت الصفّ في مناقشة هذه الأمور، فلا تنسَ أنّ بعض الطلاب قد يضيّعون وقت الصفّ بشغبهم، الأمر الذي سيؤثّر في قدرتك على العمل، ويعطّل التعلّم الصفيّ، وبالتالي سيذهب وقت المحاضرة كلّه سدى.
- اطلب إلى المشاغب أو المشاغبين مغادرة غرفة الصفّ في تلك الحصّة.
- فكّر في تغيير بنية الصفّ كلّه؛ هل تريدها أن تكون محاضرة؟ هل يريد الطلاب أن يشاركوا أكثر؟ فكّر إن كان ما ستفعله وكيفيّة عمله يتناسب والطلاب والمادة الدراسية، وحاول أن تستعمل أساليب متنوّعة للوصول إلى الطالب المشاغب أو الطلاب المشاغبين.
معالجات خارج نطاق الصفّ
- تحدّث مع زملائك في القسم - بما في ذلك رئيس القسم - عن كيفية التعامل مع هذه المواقف، وما الذي يرونه عاديًّا؟ إذ سيزوّدك ذلك بأفكار حول معالجة الموقف، ويعرّف رئيس قسمك بما يجري في غرفة الصفّ، وأنّك تحاول التعامل معه ومعالجته.
- سجّل أسماء الطلاب المشاغبين، واطلب إليهم أن يحضروا إلى مكتبك، وتحدّث إليهم بعد انتهاء المحاضرة، واشرح لهم لماذا تعتقد أنّهم مشاغبون، وبيّن أوجه الشغب. اكتشف سبب تصرّفاتهم تلك، واسألهم عن الأمور التي تجعلهم يشعرون بالراحة، وأخبرهم عمّا تنوي فعله.
- ناقش سلوك الشغب خارج الصفّ مع بعض الطلاب المهتمّين وغير المشاغبين وبصورة انفرادية، واطلب مساعدتهم في المحافظة على بيئة صفية إيجابية.
- أخبر الطلاب -خارج الصفّ- أنّ سلوك الشغب لا يتماشى مع معاييرك التي تحدّد المشاركة، وأنّ علاماتهم ستنخفض إن لم يتوقّف ذلك السلوك، وإن كان ذلك مجرّد نصيحة خادعة، وخارج خطّتك الدراسية.
الموازنة بين حفظ النّظام وتقويمات الطلاب
إنّ القلق حول ردود أفعال الطلاب، والتغذية الراجعة السلبيّة في تقويمهم للمعلمين نتيجة لهذا النوع من المواقف، يشكّل قضيّة مهمّة لأعضاء هيئة التدريس. لكنّ هذه المواقف عمومًا لن تؤثّر كثيرًا في تقويم الطلاب لأدائك، خاصّة مع محاولتك التعاطي مع هذه المواقف والتعامل مع الطلاب المشاغبين، ممّا يقلّل من الآثار السلبية، بل إنّ مناقشة المشكلة مع الطلاب بصراحة يمكن أن تكون مفيدة في تقويمهم لك.