تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :حمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،
ومن سلك سبيله واهتدى بهداه إلى يوم الدين ..
أما بعد :
إن خير ما يتزود به العباد في هذه الدار الدنيا ليوم معادهم هو تقوى الله عز وجل ..
كما قال تعالى : (( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ) .. البقرة (197) ..
فمن منطلق هذه الآية الكريمة اتخذنا شعارنا لهذا الشهر ..
:: الـــــتــــقــوى زادنا ::
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ... ولاقيت يوم الحشر من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله ... وأنك لم ترصد كما كان أرصدا ..
- معنى التقوى لغة :-
الستر والصون والحذر اى وقاية وصيانة كما يقال الوقاية خير من العلاج ..
- معنى التقوى شرعاً :-
حفظ النفس عما يؤثم بامتثال اوامر الله واجتناب نواهيه تجنبا لعذابه ..
قال صلى الله عليه وسلم في حديثه لمعاذ بن جبل (( اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن )) ..
ولقد حثنا القرآن الكريم على تقوى الله في آيات عديدة منها :-
- قال تعالى : ( ( يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) ( 18 ) سورة الحشر ..
أمر بتقواه ، هي تشمل فعل ما به أمر ، وترك ماعنه زجر .. تفسير ابن كثير ..
- وقال تعالى : ( وَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ) ( 131 )آل عمران ..
أمر تعالى عباده بالتقوى لعلهم يفلحون في الأولى والأخرى ثم توعدهم بالنار وحذرهم منها .. تفسير ابن كثير ..
- وقال تعالى : (( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ) (( 281 ) ) البقرة ..
يعظ عباده ويذكرهم زوال الدنيا وفناء ما فيها من الأموال وغيرها ، وإتيان الآخرة والرجوع إليه تعالى .. تفسير ابن كثير ..
:: كيفية الوصول للتقوى ::
فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك وذلك بـ :
1- فعل الطاعات ( الواجبات ) :
سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
( أرأيت إذا صليت المكتوبات وصمت رمضان واحللت الحلال وحرمت الحرام ولم ازد على ذلك شيئا أأدخل الجنة ؟؟؟ قال : نعم ) رواه مسلم ..
2- ترك المحرما ت والشبهات :
قال صلى الله عليه وسلم ( من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ) رواه البخاري في كتاب الإيمان : باب من استبرأ لدينه ..