التعليم في الأردن: لمحات مضيئة في تجربة مميزة
كانت خطط التجديد التربوي في الأردن تسير بصورة تلقائية حتى جاء المؤتمر الوطني الأول للتطوير التربوي عام 1987 الذي كان نقطة تحول جذرية. وعلى ضوء توصيات هذا المؤتمر وبالتنسيق مع مجلس التربية والتعليم تم التخطيط لمرحلتين من التطوير
ابتدأت الأولى عام 1988م حتى 1995م تتجه هذه المرحلة نحو بلورة البنية الأساسية والقاعدية للتعليم (السياسة التربوية- الفلسفة والأهداف- السلم التعليمي- التخطيط والبحث- آلية التطوير وأدواته). وقد أنجزت هذه الأهداف وصدرت فيها مجموعة من التشريعات والقوانين واللوائح،
أما المرحلة الثانية فابتدأت عام 1996م وتنتهي عام 2000، وتهدف إلى التعميق في تحسين الأثر النوعي لعملية التطوير ورفع القدرة والكفاءة في العمليات التربوية، مستهدفة المناهج والكتب بإدخال المفاهيم الحديثة والمعاصرة، والمباحث التي تربط العملية التعليمية بالحياة اليومية وسوق العمل، وكذا تدريب المعلمين وإعادة تأهيلهم وتطوير ممارساتهم وأساليبهم، وتفعيل دور الإشراف التربوي في هذا المجال
. الهيكل التعليمي: تشرف وزارة التربية والتعليم على 70% من التعليم العام في المملكة الأردنية الهاشمية، بينما تتولى جهات حكومية أخرى ووكالة الغوث والتعليم الخاص الإشراف على 30%، علماً بأن رياض الأطفال (وهي غير إلزامية وأكثرها خاصة) ضمن هذه النسبة. ويتبع الوزارة ست مديريات عامة للتعليم في كل من محافظات، عمان، الزرقاء، البلقاء، إربد، المفرق، الكرك. وتعنى المديرية العامة بالإشراف على السياسة التربوية ووضع الخطط والبرامج والإشراف على تنفيذها ومتابعتها، بينما تقوم إدارات تعليم إقليمية تابعة للإدارات العامة بالإشراف المباشر على المدارس والمتابعة اليومية للعملية التعليمية. ويلاحظ أن الأقسام والإدارات في المديريات العامة مختصرة ومكثفة، بينما يكون التوسع في الأقسام والإدارات في مديريات التعليم أكثر بروزاً لحاجة الميدان. وهناك أقسام في المديريات العامة لا توجد في المديريات الإقليمية مثل التدريب، ومركز مصادر التعليم، بينما لا تلحظ وجوداً لأقسام مثل الاختبارات والإرشاد وتقنيات التعليم، حيث ضمت إلى مظلة إدارات أخرى بينما هي موجودة بشكل مستقل في مديريات التعليم. وبشكل عام فإن الجهود الحثيثة تتجه نحو اللامركزية في الإدارة التربوية بخطوات مدروسة، وبشكل يتفق مع خطوات التطوير التربوي التي يشهدها قطاع التعليم. السلم التعليمي في المملكة الأردنية الهاشمية يبدأ بمرحلة رياض الأطفال وهي ليست إلزامية وأغلبها خاصة ومدتها سنتان، ثم مرحلة التعليم الأساسي ومدتها عشر سنوات، وهي مرحلة إلزامية وتهدف إلى تحقيق أغراض التربية العامة في إعداد المواطن، ثم مرحلة التعليم الثانوي ومدتها سنتان. تقدم تجربة الوزارة في مجال تطوير بنية التعليم مثالاً جديراً بالدراسة، وخصوصاً في مجال مرحلة رياض الأطفال، والتعليم الأساسي (10سنوات)، والتعليم الثانوي (سنتان). أهم ما في التجربة - دمج الصف العاشر «ما يوازي الأول ثانوي» ضمن مرحلة التعليم الأساسي «الإلزامي». - جعل التعليم الثانوي سنتين بدلاً من ثلاث، ليشمل الأكاديمي والمهني، حيث يدرس الطالب 4 مواد مشتركة بين الأكاديمي والمهني، ومواد التخصص «مواد علمية أو أدبية»، المكونة من مواد إجبارية «الرياضيات في العلمي واللغة العربية في الأدبي» ومواد اختيارية «سلة مواد في العلمي وأخرى في الأدبي، يتم اختيار مادتين للاختبار منها»، إضافة إلى مادة حرة لا تدخل في المعدل العام للطالب. ويمكّن هذا النظام الطالب الملتحق بالتعليم الثانوي المهني الحصول على شهادة التعليم الأكاديمي عن طريق اجتياز الاختبارات في المواد الإجبارية والاختيارية متى ما أراد. إضافة إلى ذلك يتيح النظام للطالب فرصة التركيز على مواد التخصص، سواء كان ذلك في القسم العلمي أو الأدبي، دون إضاعة وقت طويل في دراسة مواد ربما لن يتابعها بالدراسة مستقبلاً، كما يساعد النظام على التقليل من عدد المواد الدراسية التي يتعين أن يدرسها والوقت الذي يمضيه في اختباراتها. نظام التعليم الثانوي يهدف التعليم الثانوي في الأردن إلى تكوين المواطن القادر على تحقيق مجموعة من القدرات والمهارات في مختلف المجالات: العلمية والعملية والشخصية الوطنية والإنسانية. و
يتألف التعليم الثانوي من مسارين هما:
أ- التعليم الثانوي الشامل: وينقسم إلى قسمين أكاديمي ومهني. ب- مسار التعليم الثانوي التطبيقي «الإعداد والتدريب المهني». يوجه الطلاب ممن يحصلون على نسبة 70% فما فوق في مرحلة التعليم الأساسي إلى التعليم الثانوي الشامل بشقيه الأكاديمي والمهني.
ب- أما الطلاب ممن يحصلون على نسبة دون ذلك فيوجهون إلى مسار التعليم الثانوي التطبيقي «الإعداد والتدريب المهني» ويوجه خريجو التعليم الثانوي الشامل «أكاديمي ومهني» إلى الجامعات أو كليات المجتمع، أما خريجو مسار التعليم الثانوي التطبيقي فيوجهون إلى سوق العمل. يلتحق حالياً حوالي 60% من الطلاب بالمسار الأكاديمي. وتهدف الأردن إلى إلحاق 50% من الطلاب الذكور بالفروع المهنية وذلك بحلول عام 2000م. تشعيب التعليم الثانوي يتشعب التعليم الثانوي إلى مسار شامل ومسار تطبيقي: أ- المسار الشامل: وينقسم أيضاً إلى مسارين هما: أكاديمي ومهني، ويحصل الطالب في المسار الأكاديمي على شهادة المرحلة الثانوية العامة بعد إتمام الاختبارات المطلوبة لها، ويحصل الطالب في المسار المهني على شهادة تؤهله للالتحاق بسوق العمل، وفي الوقت نفسه يمكن له الحصول على شهادة الثانوية العامة التي تؤهله إلى الدخول للجامعات أو كليات المجتمع، وذلك عن طريق ما يسمى بنظام التجسير، حيث يدرس الطالب على الأقل مادتين إضافيتين من العلوم الأساسية البحتة، بالإضافة إلى ما يدرسه ضمن الخطة الدراسية الخاصة بالفرع الذي يدرس فيه. ينقسم المسار الأكاديمي إلى ثلاثة فروع «أدبي، علمي، شرعي»، وينقسم المسار المهني إلى عدد من الفروع «صناعي، زراعي، تجاري، فندقي، تمريض، اقتصاد منزلي، تجميل، خياطة، حرف تقليدية، صناعات غذائية». ويقدم المساران في مدرسة واحدة أو في مدرستين منفصلتين حسب الحاجة. ب- المسار التطبيقي: ويقدم من خلال مراكز التدريب المهني وبرعاية مؤسسة التدريب المهني التابعة لوزارة العمل. ويتدرب الطالب في إحدى المهن «الحدادة، اللحام، الكهرباء، النجارة...إلخ». ويحصل على شهادة تدريب تجيز له الالتحاق بسوق العمل ولا تجيز له الالتحاق بالجامعة أو كليات المجتمع. الإنفاق والرسوم تعتمد المدارس الحكومية على الإنفاق الحكومي بشكل كبير، إلا أن هناك رسوماً على الطلبة تبلغ في الصفوف من الأول الأساسي حتى السادس «3» دنانير وهي تعادل 17 ريالاً تقريباً، ومن السابع حتى العاشر «4»دنانير. وتصرف هذه المبالغ على تشغيل المختبرات والصيانة والنظافة والنشاط الرياضي والمكتبة. ونظام المقاصف المدرسية هو السائد في المدارس. حيث يدار بواسطة المشرفين والطلبة ويعود جزء من ريعه أيضاً للصيانة والنشاطات. وهناك أيضاً ما تتبرع به الصناديق الخيرية ومجالس الإعمار في تمويل المختبرات وغرف المصادر، وغيرها من الجهود الذاتية التي تبذلها المدرسة لتأمين بعض الأثاث والتجهيزات. الإدارة المدرسية تمتد الحصة الدراسية إلى «45» دقيقة والبرنامج الأسبوعي «36» حصة وخصوصاً في مرحلة التعليم الأساسي. وتتوزع هذه المرحلة بين نوعين من المدارس، الأول غير مختلط، والآخر مختلط للإناث والذكور وذلك من الصف الأول حتى الرابع فقط. ويقوم بالتدريس فيه غالباً مدرسات. ويتم التدريس في هذه الفصول وفق نظام المجموعات لكل مجموعة من الأطفال طاولة مستديرة داخل الصف ولا يتجاوز طلبة الصف «24» طالباً وطالبة. أما من الصف الخامس حتى العاشر وفي المرحلة الثانوية فالمدارس غير مختلطة، للذكور مدارسهم وللإناث مدارس أخرى، وغالباً ما تكون هيئة التدريس أيضاً غير مختلطة، فيها مدير أو مديرة المدرسة متفرغ، وله مساعد يعطى جدولاً مخففاً في حدود «10» حصص. ويفرغ أيضاً أمين المكتبة وفني المختبر والمرشد التربوي، وقد يكون في المدرسة سكرتير أو محاسب. مجالس متعددة وسجلات شاملة وفي المدرسة عدة مجالس، مجلس للمعلمين (أو المعلمات)، مجلس للآباء أو «الأمهات»، مجلس الضبط ويتولى حل المشكلات وما يتعلق بالانضباط المدرسي ويتكون من الهيئة التدريسية وعضو من مجلس الآباء. وهناك مجلس للطلبة منتخب منهم يقدم المشورة فيما يتعلق بالنشاطات والرحلات وتحسين البيئة المدرسية ويكون نواة للإدارة الذاتية. ويتم اختيار مدير المدرسة وغيره من القياديين وفق ضوابط محددة. ويستمر في منصبه كلما كان عطاؤه وأداؤه مستمراً بشكل مناسب. وفي كل مدرسة سجلات شاملة لكل الأنشطة المدرسية كسجل القبول، وسجل الدوام، وسجل الزيارات، وسجل الإشراف، وحضور وغياب الطلبة، وسجل البلاغات وفيه يسجل مدير المدرسة كل ملاحظاته وما يريد إبلاغه للمعلمين سواء بشكل فردي خاص أوبشكل جماعي عام، ويوقع عليه من يعنيه الأمر وهو يستخدم بشكل يومي
ت- . المعلمون والمعلمات تستقبل وزارة التربية والتعليم طلبات الراغبين بالعمل في التعليم عن طريق مديريات التعليم التي تقوم بعد إجراء المقابلات والاختبارات بترشيح العدد المحدد لها من أفضل المتقدمين. ويتم الترشيح من خريجي الجامعات ومن كليات المجتمع «سنتان بعد الثانوية» ويجري تدريب المعلمين الجدد وفق برامج محددة. كما أن هناك من المعلمين القدامى من يحمل الثانوية فقط وقد وضعت لهم أيضاً برامج للحصول على البكالوريوس. كما تقوم الوزارة بإيفاد مجموعات من المدرسين للحصول على دبلوم في التربية مدته سنتان في الجامعات الأردنية. وهناك برامج متنوعة للتدريب والتأهيل التربوي تتم على ضوء حاجة المتدرب والمستجدات التربوية التي يفرضها التطوير المستمر للعملية التربوية، والبرامج القصيرة في التدريب تتم في أقسام التدريب.
ث- أما البرامج التأهيلية فعن طريق الجامعات وفق اتفاقيات تتم بهذا الخصوص وقد طورت الأسس والمعايير التي تنظم عمليات التعيين والنقل والترقية بهدف الارتقاء بفعالية الأداء، كما خصص وسام للتربية بمختلف الدرجات يوزع على المتميزين والمتميزات كل عام لحفز العاملين على الإبداع والاجتهاد. ومن المميزات التي يحظى بها المعلمون صندوق إسكان موظفي وزارة التربية. ويمول هذا الصندوق عن طريق القروض والاشتراكات ومخصصات المكرمة الملكية. كما أن هناك صندوقاً آخر للضمان الاجتماعي للعاملين في وزارة التربية أيضاً.
ج- الإشراف التربوي يمر الإشراف التربوي بمرحلة تطويرية منسجمة مع التطوير التربوي عموماً بدءاً من المعايير الموضوعية في اختيار المشرف، ومروراً بتنمية اتجاهات وأساليب الإشراف، إضافة إلى تدريب المشرفين لتزويدهم بالكفايات المهنية والمهارات القيادية. وتم إصدار كتاب «دليل المشرف التربوي» يتم تحديثه، ويزور المشرف المدرسة مرتين في كل فصل دراسي على الأقل، ودوره إرشادي في الغالب. ومتوسط عدد المعلمين لكل مشرف تربوي «60» معلماً تقريباً. وهناك اتجاه نحو إلغاء الإشراف التخصصي والاكتفاء بالإشراف العام والفكرة قيد الدراسة
ح- . ويقوم جهاز الرقابة الإدارية والمالية بمتابعة مدى التزام العاملين في المدارس والمديريات بتنفيذ الخطط والبرامج التربوية وفق الصلاحيات والتشريعات عن طريق الزيارات الميدانية، ويهتم بصورة خاصة بأعمال الصيانة واللوازم، واستخدام السجلات
خ- وما يتعلق بالشهادات العلمية والأمور المالية والإدارية. الاختبارات تهتم إدارة الاختبارات في الوزارة والمديريات بأمور عدة أهمها إعداد الأسئلة والاختبارات، وجداول الدرجات، وتصنيف الوثائق والشهادات، وتعليمات الدوام والعطل خلال العام الدراسي. وتهتم هذه الإدارة بتزويد المعلمين بالأساليب الحديثة في الاختبارات مثل الاختبارات التشخيصية «أسلوب أدائي في التدريس والتقويم»، والاختبارات المحكية «وتختص هذه بالمهارات دون التحصيل». وقد أعدت لهذا الغرض نماذج من المواد والإجراءات والأدلة للاستعانة بها، كما يجري إعداد اختبارات تشخيصية على عينات من الطلبة في بعض المدارس والصفوف لغرض التحليل والتقويم. وقد تم إدخال أجهزة الحاسوب في اختبار الثانوية العامة وهناك مجلس للاختبار العام، كما تتم الاختبارات العامة عن طريق لجان وفرق تنفيذية. وتعطي الوزارة وزناً تاماً للاختبارات العامة في نهاية المرحلة الثانوية، حيث يأخذ الاختبار العام وزناً قدره 100%، وتعد نتائج الاختبارات أساساً في قرارات القبول بالجامعات ومؤسسات التعليم العالي. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن الوزارة تتعاون مع مجلس الاختبارات الإسكوتلندي في تطوير نظام الاختبارات ووضع المواصفات وتدريب العاملين في كتابة الأسئلة والتطبيق والتحليل الإحصائي، وغير ذلك من جوانب تطوير الاختبار وتطبيقه. كما توجد جهود حثيثة، وإن كانت لا تزال في بداياتها، لتطوير اختبارات استعداد القبول في الجامعات. ورغم الأهمية القصوى لاختبار الثانوية العامة في الأردن فإن الوزارة لا تواجه أي مشكلة فيما يتعلق بسرية الاختبار، ويعود ذلك بدرجة كبيرة إلى الضوابط والإجراءات الإدارية الحازمة التي تعتمدها الوزارة في هذا الجانب. ويتم مزج الأسئلة الموضوعية مع أسئلة التمييز العالي وذلك للعمل على تصنيف الطلاب وفق قدراتهم وكفاءاتهم. المباني المدرسية تقوم وزارة التربية والتعليم بتحمل نفقات إنشاء المدارس الحكومية، وتبلغ نسبة المباني الحكومية 81.5% وهي نسبة جيدة وربما يكون السبب وراء هذا الإنجاز ما تحصل عليه الوزارة من القروض الميسرة لإنشاء مشاريعها وبخاصة قروض البنك الدولي، حيث بلغت نسبة تمويل البنك لهذه المشاريع خلال عام 1997م 65% تقريباً من مجموع الإنفاق على المشاريع. ويلاحظ أيضاً انخفاض تكلفة الإنشاء، حيث بلغت تكلفة الفصل الواحد «محملاً عليه بقية المرافق» مائة وعشرين ألف ريال «120.000» تقريباً مقابل «170.000» ريال في المملكة العربية السعودية في المتوسط. ومن الجدير بالذكر أن نسبة الطلبة الذين يتعلمون في المدارس المستأجرة 11% فقط من المجموع العام للطلبة. ونماذج المدارس الحكومية متنوعة حسب المراحل والكثافة السكانية، ونوع التعليم وأكبرها وأكثرها كلفة المدارس الثانوية المهنية الشاملة. الصحة المدرسية هناك زيارات مستمرة من قبل وزارة الصحة تتم وفق مخطط دوري للمدارس طوال العام، وليس لوزارة التربية والتعليم مسؤولية في هذا المجال إلا ما تقدمه من التسهيلات أمام الفرق الزائرة والتنسيق مع الجهات الصحية. مراكز مصادر التعلم: تعمل الوزارة على إنشاء مراكز لمصادر التعلم في المديريات العامة وفي مباني خاصة لتكون بيوتاً للخبرة. ويعمل المركز على تدريب المعلمين والمتخصصين لإنتاج المواد التعليمية وتصنيعها وصيانة الأجهزة وإصلاحها بما فيها الحاسوبات وملحقاتها، واستنساخ الأشرطة وتوزيعها، وإعارة الأجهزة وزيارة المدارس بهدف متابعة تفعيل المرافق، والاستفادة من التقنيات مع إعداد النشرات والتقارير اللازمة لنشر الوعي في كيفية توظيفها. صعوبات التعلم وغرف المصادر: غرف مصادر التعلم في المدارس خصصت غالباً لذوي صعوبات التعلم، ويساهم صندوق الملكة علياء للعمل الاجتماعي بجزء كبير في تزويد هذه الغرف بالمواد والتجهيزات. كما أن المركز الوطني لصعوبات التعلم في كلية الأميرة ثروت ينهض بعبء إعداد معلمي غرف مصادر التعلم بالتعاون مع وزارة التربية، ويدرب هؤلاء المعلمين على كيفية تشخيص ذوي الصعوبات التعليمية ووضع خطط تعليمية فردية تتناسب والحالة الخاصة بكل منهم؛ مع توعية العاملين في الميدان التربوي والمجتمع كافة حول مشكلة الصعوبات التعليمية. ويقوم المركز بتشخيص الحالات التي لا يستطيع المعلمون تشخيصها، ويقدم الحلول التي تعين على معالجة الحالة. ومن الطبيعي أن يكون العلاج مشاركة بين المعلم والمدرسة والأسرة والمجتمع. برامج خاصة للمتفوقين تتمثل في مدرسة خاصة بهم بالإضافة إلى المراكز الريادية التي بلغت الآن أربعة مراكز في كل من إربد، الزرقاء، الكرك، البلقاء. ويحول إلى هذه المراكز الطلاب المتميزون وفق ضوابط وأسس صارمة. وتعمل هذه المراكز في المساء وهي مجهزة بالأدوات والأجهزة والمواد اللازمة وبالمختصين، ولها برامج مميزة وأساليب حديثة متطورة. كما يتم تنفيذ خطة تسريع التعليم الأكاديمي لعدد من الطلبة المتفوقين في المرحلة الأساسية فقط بما يتناسب مع قدراتهم دون اعتبار للمحددات العمرية ولكن بأعداد محدودة وضمن قواعد وأسس موضوعية متقنة
د- . نوادي المعلمين إن نوادي المعلمين تجربة رائدة بحق، ولها نظام صدر بأمر ملكي رسم أهدافها ومنهجها. وعالجت مواد هذا النظام كل ما يتعلق بالأمور التنظيمية والمالية وآلية العمل والأنشطة، وتوزيع المسؤوليات والمهام والتشكيلات والهيكل وتداول القيادة. ويهدف النادي إلى توثيق الصلات التربوية والاجتماعية بين المعلمين وتوفير الإمكانات والمناخ الملائم لممارسة الأنشطة الثقافية والفكرية والترويح. وتعتمد نوادي المعلمين في مصادر تمويلها على رسوم الانتساب ورسوم الاشتراك السنوي، مع مخصص في موازنة الوزارة، بالإضافة إلى الهبات والتبرعات وعوائد استثمار أموال النادي. « اليوبيل».. نموذج رائد افتتحت مدرسة اليوبيل عام 1993م بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بعد حوالي ستة عشر عاماً من تاريخ الإعلام عن الفكرة، وقد شكل افتتاح المدرسة إضافة نوعية لحركة التطوير التربوي في الأردن. وهي تدخل مرحلة جديدة أهم ما يميزها التركيز على النوعية بعد أن حقق الأردن تقدما هائلاً في مستوى الكم، كما أنها جاءت لتكرس أهمية الثروة البشرية التي تتصدرها عناصر الموهبة والإبداع، ولتكون نموذجاً فريداً في استيعاب أحدث الاتجاهات في الإصلاح التربوي والمدرسي من حيث الممارسة الفعلية على مستوى المدرسة لتحقيق هدفين أساسيين هما: - تقديم برنامج تربوي شامل لطلبة المدرسة الذين يتم اختيارهم على أساس الكفاءة والقدرة وفق أفضل الأساليب الاختيارية الموضوعية المتاحة. - الإسهام في تحسين نوعية التعليم العام من خلال تطوير البرامج والمواد التعليمية والتدريبية ونقلها ليفيد منها الطلبة والمعلمون والمرشدون في المدارس الحكومية والخاصة. حاجات المتعلم أولاً وحتى يكون البرنامج التربوي متميزاً لابد أن يستند إلى حاجات المتعلمين في المقام الأول. وحتى يمكن التحقق بطريقة علمية من مدى مطابقة مكونات البرنامج لحاجات المتعلمين لابد من توافر مجموعة عناصر قد لا يتسنى للمدرسة العادية أو برامج الجرعات المسكنة أو البرامج الجزئية مثل غرفة المصادر التعليمية أو الصفوف المرحلة لبعض الوقت أن توفرها وتتابعها بصورة حثيثة. ومن بين هذه العناصر يحتل المعلم والمنهاج والمناخ الصفي والمدرسي الديمقراطي مكان الصدارة. مدرسة متميزة ..للمتميزين ومدرسة اليوبيل الثانوية تقدم برنامجاً للطلبة الموهوبين والمتفوقين من مستوى الصف العاشر وحتى نهاية المرحلة الثانوية، ويقتصر برنامجها على طلبة الفرع العلمي الذين يتم اختيارهم بعناية من بين مئات المرشحين من مختلف أنحاء المملكة. وتتمتع المدرسة بدرجة كبيرة من الاستقلالية في برامجها التعليمية والإدارية والتمويلية بإشراف لجنة من كبار المسؤولين والمختصين تعمل بمنزلة مجلس أمناء أو هيئة مديرين. وتعد مؤسسة نور الحسين هي الجهة المسؤولة إدارياً ومالياً عن المدرسة. وترتبط المدرسة بوزارة التربية والتعليم باتفاقية تعاون يتم بموجبها انتداب معلمين ممن تنطبق عليهم الشروط من كادر الوزارة للعمل في المدرسة، كما تقدم الوزارة الكتب الرسمية المقررة، وتدعم مشروعات المدرسة في مجال رعاية الطلبة والمتفوقين وتدريب المعلمين وغير ذلك. أرقام يوبيليّة! وقد تخرج الفوج الأول من المدرسة في العام الدراسي 1996 / 1997 وكان عددهم 105، التحق ثمانية عشر منهم بجامعات عربية وأجنبية حيث حصلوا على بعثات دراسية، بينما التحق 78 بالجامعات الأردنية معظمهم في كليات الهندسة والطب. تبلغ التكلفة السنوية الحالية للطالب حوالي 2500 دولار، بينما لا تزيد على 300 دولار تقريباً في المدارس الحكومية. وتبلغ نسبة المعلمين إلى الطلبة8:1 ونسبة الإداريين وموظفي الخدمات إلى الطلبة 14:1، ويتراوح عدد الطلبة في كل صف ما بين 15:25 طالباً وطالبة. محكّات وقد طور نظام اختيار الطلبة لمدرسة اليوبيل بحيث يوازن بين صفتي الفعالية «تفادي الأخطاء» والكفاية العملية. ويضم هذا النظام عدة محكات وعدة مراحل متدرجة لاختيار الطلبة، حيث إن تعدد المحكات يسمح بالكشف عن جوانب مختلفة للموهبة والتفوق، أما تعدد المراحل فيضمن انتشار معلومات كافية عن المدرسة أو البرنامج لجميع الفئات المستهدفة، كما يسمح بالسير في العملية وفق خطوات متسلسلة ومحددة. هكذا جاءوا وهكذا يتنقلون.. يتم ترشيح الطلبة للالتحاق بمدرسة اليوبيل عن طريق مدارسهم أو أولياء أمورهم أو الطلبة أنفسهم، ويطلب من كل مدرسة تشكيل لجنة فيها تتألف من مدير المدرسة والمرشد التربوي ومعلمي الصف المقصود، حيث تقوم هذه اللجنة بترشيح الطلبة وإعداد البيانات المطلوبة وتدقيقها على ضوء السجلات المدرسية الرسمية. وتطبق المدرسة النظام الدوار بالنسبة لحصص الطلبة، حيث ينتقلون من قاعة إلى أخرى حسب المواد التي يدرسونها. برامج المدرسة من أهم البرامج التي تقدمها المدرسة برامج التربية القيادية ومهارات الاتصال ومهارات التفكير وتطبيقات الحاسوب والوسائط المتعددة والبحوث والدراسات الميدانية والمناظرات والإرشاد المهني والجامعي والاتصال والبحث عن طريق الإنترنت. ولتسهيل ذلك فقد وفرت المدرسة مختبرات العلوم واللغات والحاسوب، وتم تزويدها بأحدث الأجهزة والمعدات العلمية. وتولي مدرسة اليوبيل عملية اختيار المعلمين وتدريبهم اهتماماً كبيراً نظراً لطبيعة المهمات المتميزة التي يتطلبها العمل مع طلبة موهوبين ومتفوقين. ويتم اختيار المعلمين من كوادر وزارة التربية والتعليم وغيرها بمساعدة قادة تربويين من الميدان على أساس السجل الأكاديمي والعناصر الشخصية والخبرة. وتنظم المدرسة برامج تدريبية متنوعة بإشراف خبراء وطنيين وأجانب في مجال تعليم الموهوبين. وانسجاماً مع فلسفة المدرسة وإيمانها بحق الطلبة الموهوبين والمتفوقين في الحصول على برامج تربوية متميزة، وحتى تتحقق العدالة في إتاحة فرص متساوية لدخول المدرسة على أساس الكفاءة والقدرة، تمنح المدرسة جميع طلبتها بعثات دراسية تغطي نفقات الدراسة والمواصلات والطعام. وتمول من صندوق خاص للبعثات يسهم في موارده أولياء الأمور حسب إمكاناتهم، ويأتي الجزء الأكبر من موارده عن طريق تبرعات الأفراد والمؤسسات الوطنية.