هي جهود فنية وإدارية يقوم بها مدير المدرسة ومعاونوه وفق تنظيم معين يتم فيه تنسيق الإمكانات المادية والبشرية المتاحة لتحقيق أهداف مرسومة تخدم المدرسة والبيئة .
· معايير الإدارة المدرسية الناجحة :
لعل من أبرز المعايير للإدارة المدرسية الناجحة ما يلي :
1- القدوة وهي أن يكون مدير المدرسة قدوة حسنة في مظهره وسلوكه وتصرفاته .
2- القدرة على تكوين علاقات إنسانية قائمة على روح الأخوة .
3- العدالة في التصرفات والأحكام بين زملائه وطلابه .
4- الإحساس دائماً بالمسؤولية الملقاة على عاتقه .
5- الإخلاص والأمانة في العمل .
6- المرونة في تسيير أعمال المدرسة.
7- البحث عن آراء الآخرين وأفكارهم .
8- مواجهة المواقف والأزمات بهدوء وثبات .
9- التعرف على الأخطاء وتفادي تكرارها .
10- العمل على تحقيق المصلحة العامة .
11- التواصل مع أولياء أمور التلاميذ والمجتمع المحلي .
· المشكلات التي تعاني منها الإدارة المدرسية :
ويقصد بها كل ما يحدث من معوقات فنية كانت أو إدارية تعيق مسيرة العملية التعليمية داخل المدرسة وهذه المشكلات يمكن النظر إليها من زاويتين :
أولاً : مشكلات تقع على الإدارة :
طبيعة المشكلة: تكرار غياب وتأخر بعض المعلمين عن الحضور في الصباح لأسباب مختلفة.
الحلول المقترحة :
· بالنسبة للمعلم المتأخر لابد من التقيد بالصلاحيات التي تخول لمدير المدرسة علاج هذا الجانب .
· أما المعلم المتغيب فيتم توزيع راتب اليوم الذي تغيب فيه المعلم على المعلمين الذين تناوبوا على حصصه مع إعداد بيانات منظمة لهذا العمل .
· نقل المعلم كثير التأخر والغياب إلى مدارس أخرى قريبة من مسكنه .
· لابد من تعاون الوحدات الصحية والمستشفيات الحكومية والخاصة مع المدارس في منح التقارير الطبية.
2- تفريغ بعض المعلمين أثناء الدوام الرسمي :
المشــــكلــــــــــــة: تعقد إدارة التعليم لقاءات ودورات تنشيطية أثناء الدوام الرسمي للرفع من مستوى المعلمين الأمر الذي يتطلب تفريغ أكثر من معلم لحضورها وهو ما يسبب إرباكاً للمدرسة.
الحلول المقترحة :
· استغلال الفترات التي تسبق بداية العام الدراسي في إقامة مثل هذه الدورات .
· تنبيه المدارس قبل بداية مثل هذه الدورات بفترة كافية وأخذ الاحتياطات أثناء إعداد الجدول المدرسي .
· أن تكون مثل هذه اللقاءات مسائية مع وضع الحوافز المادية والمعنوية لتشجيع المعلمين على الحضور.
3- تكدس التلاميذ في الفصول :
المشــــكلــــــــــــة: وجود أعداد كبيرة من الطلاب في المدرسة نتيجة لوقوعها في حي آهل بالسكان أو تحويل طلاب من قبل إدارة التعليم للمدرسة.
الحلول المقترحة :
· أن يكون هناك اتصال بين إدارات المدارس واللجان الخاصة بتوزيع الطلاب على المدارس بحيث لا يتم إرسال أي طالب إلا بعد موافقة إدارة المدرسة خاصة إذا ما علمنا أن بعض الطلاب يسكنون في أحياء توجد بها مدارس ولا تعاني من الكثافة الطلابية .
· نقل الطلاب الذين يسكنون في أحياء بعيدة عن المدرسة إلى مدارس في الأحياء التي يسكنون فيها
· فتح مدارس في الأحياء الآهلة بالسكان .
4- قلة المتخصصين في مجال معين وإسناد تدريس بعض المواد لمعلمين غير متخصصين :
المشــــكلــــــــــــة: وجود وفرة في تخصصات معينة على حساب تخصصات أخرى.
الحلول المقترحة :
· إعداد استمارة خاصة في نهاية كل عام من قبل شؤون المعلمين يوضح فيها احتياج المدرسة من التخصصات المختلفة لسد عجز المدارس في هذا الجانب .
· تكثيف الدورات التدريبية للمعلمين غير المتخصصين قبل بداية العام الدراسي .
· إقامة بعض الدروس النموذجية داخل المدرسة من قبل المعلمين المتخصصين تكون موجهة للمعلمين الذين يقومون بتدريس مواد بعيدة عن تخصصهم .
5- عدم توفر الغرف لممارسة الأنشطة المدرسية :
المشــــكلــــــــــــة: كثرة أعداد الطلاب أدى إلى تحويل بعض الغرف الخاصة بالأنشطة إلى فصول
الحلول المقترحة :
· تشكيل لجنة من إدارة التعليم وإدارة المدرسة لتحديد الغرف التي تحتاج إليها المدرسة لممارسة الأنشطة المدرسية والرفع عن أعداد الغرف التي يمكن جعلها كميزانية للمدرسة من الفصول .
· استغلال المساحات الموجودة في الفناء المدرسي لإقامة غرف خاصة بالأنشطة المدرسية.
6- صورية النشاط المدرسي :
المشــــكلــــــــــــة: ويتمثل ذلك في عدم كفاية الوقت المخصص للنشاط لممارسة الأنشطة المدرسية المختلفة بالصورة المطلوبة.
الحلول المقترحة :
· أن يتم تحديد يومين في الشهر ( يوم الخميس ) كأيام مفتوحة تمارس فيها الأنشطة المدرسية المختلفة بالصورة المنشودة من النشاط المدرسي يبدأ من الساعة 8-12ظهراً .
7- : عدم تجاوب أولياء أمور التلاميذ مع المدرسة :
المشــــكلــــــــــــة: عدم حضور أولياء أمور الطلاب للمجالس التي تعقدها المدرسة .
الحلول المقترحة :
· تجنيد كافة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لتعريف الآباء بأهمية هذه المجالس وواجباتهم تجاه أبنائهم الطلاب
· استغلال فترة توزيع النتائج لعقد مثل هذه المجالس.
8 - مشكلة التأخر الصباحي للطلاب :
المشــــكلــــــــــــة: حضور الطلاب للمدرسة بعد الانتهاء من الاصطفاف الصباحي بتعمد منه أو لبعد سكنه عن المدرسة .
الحلول المقترحة :
· وضع حوافز للطالب المثالي في الانتظام .
· توجيه لفت نظر لولي أمر الطالب بالحسم من درجات المواظبة في حالة تكرار تأخره .
· الحسم على الطالب من درجة المواظبة .
· حرمان الطالب من حصص مادة محببة إلى نفسه كالتربية البدنية.
· نقل الطالب إلى مدرسة قريبة من سكنه .
9 - كثرة استئذان المعلمين خلال اليوم الدراسي :
المشــــكلــــــــــــة: وهي خروج المعلم مع بداية الدوام أو في وقت معين من الدوام الرسمي.
الحلول المقترحة :
· في حالة الاستئذان مع بداية الدوام فيمنع المعلم من التوقيع ويعامل معاملة المعلم الغائب في المشكلة الأولى .
· أما في حالة المعلم المستأذن لفترة محددة من الدوام فيتم وضع حدود معروفة للجميع كحد أقصى لعملية الاستئذان خلال الفصل الدراسي ويوثق ذلك في سجل خاص.
10 - مشكلة عمال النظافة :
المشــــكلــــــــــــة: وهي معاناة المدارس في توفير الأيدي العاملة التي تتولى أعمال النظافة وتحميل المدرسة أعباء مالية إضافة إلى أعبائها.
الحلول المقترحة :
· أن تتولى إدارة التعليم التعاقد مع شركات نظافة يتم بموجبها تأمين العمالة اللازمة لكل مدرسة . على أن تتحمل الوزارة التكاليف المالية لهذه العمالة أو المشاركة في تحمل جزء من هذه الأعباء .
11 - كثرة التعاميم الواردة من إدارة التعليم :
المشــــكلــــــــــــة: انشغال العاملين بالمدرسة بمتابعة سير العملية التعليمية ، وهو ما قد يؤدي إلى تأخر إرسال مندوب المدرسة لاستلام التعاميم التي تخص المدرسة ، مما يجعلها تتكدس بل أن البعض منها يحتاج لردود سريعة.
الحلول المقترحة :
· إعادة تعيين مندوبين من قبل إدارات التعليم لتوزيع هذه التعاميم على المدارس .
· الاستفادة من التقنيات الحديثة وإرسال هذه التعاميم عبر هذه التقنيات .
12 - وجود فجوة بين مراكز الإشراف وإدارات المدارس :
المشــــكلــــــــــــة: مراكز الإشراف تنظيم أوجد لتسهيل أمور المدارس وتلبية ما تحتاج إليه من إمكانات مادية وبشرية بدلاً من الرجوع للإدارة التعليمية ولكن الواقع غير ذلك حيث توجد هناك فجوة بين إدارات المدارس وهذه المراكز حيث أن معظم الاحتياجات والخطابات توجه لإدارة التعليم .
الحلول المقترحة :
· تفعيل دور هذه المراكز من قبل إدارة التعليم عن طريق إعطاء مزيد من الصلاحيات لمدير المركز وعدم الرجوع إلى إدارة التعليم إلاّ في حالة الأمور الضرورية التي تتطلب تدخل مدير التعليم .
13 - مشكلة المعلم كبير السن :
المشــــكلــــــــــــة: وهم المعلمون الذين لم يؤهلوا تربوياً ولم يعد لديهم الاستعداد لتطوير أنفسهم ، فاستهلك عطاءهم ولم يعد لديهم القدرة على العطاء.
الحلول المقترحة :
· إعطاءه الأولوية في تخفيض نصابه من الحصص .
· تكليفه بأعمال إشرافية .
· نظراً لعلاقته الوثيقة بأولياء أمور يتم تكليفه بالعمل كمستشار لمدير المدرسة فيما يتعلق بتوثيق الصلة بين البيت والمدرسة .
14- مشكلة المعلم غير الراغب في التدريس :
المشــــكلــــــــــــة: وجود عينة من المعلمين الذين لا يرغبون في التدريس لعدم قدرتهم أو توجيههم لمناطق لا يرغبون العمل فيها .
الحلول المقترحة :
· التحدث إلى بعض المعلمين المقربين إليه لنصحه .
· الاجتماع به وتقديم النصيحة والمشورة له .
· في حالة استمرار وضعه يبلغ المشرف التربوي للاجتماع به وإسداء النصيحة له .
· وإذا ما واصل تهاونه يوجه إليه لفت نظر لتحسين وضعه .
· إذا لم تفلح معه الحلول السابقة يرفع أمره إلى إدارة التعليم لاتخاذ اللازم حياله .
15- قلة استخدام الوسائل التعليمية :
المشــــكلــــــــــــة: معاناة الإدارة المدرسية من قلة استخدام المعلمين للوسائل التعليمية لأسباب مختلفة .
الحلول المقترحة :
· قيام المشرفين على تقنيات التعليم بزيارات مكثفة للمدارس ومتابعة الوسائل المتوفرة فيها وتوجيه مدير المدرسة على ضرورة استفادة المعلمين منها.
· إقامة الدورات التدريبية المكثفة لتدريب المعلمين على كيفية استخدام الوسائل التعليمية .
· أن تقوم إدارة التعليم بتزويد المدارس بما تحتاج إليه من وسائل تعليمية وأجهزة .
16- تدخل بعض أولياء أمور الطلاب في أمور لا تخصهم :
المشــــكلــــــــــــة: قيام بعض أولياء أمور الطلاب بفرض مطالب على المدرسة هي من اختصاصات المدرسة
الحلول المقترحة :
· استغلال مناسبة عقد مجلس الآباء والمعلمين لتوضيح مالهم وما عليهم من حقوق وواجبات .
ثانياً : مشكلات تقع من الإدارة :
1- عدم إدراك مديري المدارس للأعمال الإدارية التي يجب عليهم عملها لعدم وجود الخبرة الكافية لديهم .
2- تقاعس بعض مديري المدارس عن أداء واجبهم .
3- ضعف العلاقات الإنسانية في مجال الإدارة وتأثيرها على العمل داخل المدرسة بين المدير والمعلمين :
4- سوء خلق بعض الإداريين واستخدامهم لألفاظ بذيئة أو مخالفات سلوكية.
5- الجمود والتمسك بحرفية النظام وعدم المرونة في تطبيقها والروتينية في العمل .
الحلول الممكنة لعلاج المشكلات التي تقع من الإدارة :
1- حسن اختيار مديري المدارس وأن يتم الاختيار وفق أسس ومعايير صحيحة ومقننة .
2- الإعداد المسبق وذلك من خلال تقديم برامج في الإدارة التربوية في مرحلة البكالوريوس.
3- تقديم الدورات التدريبية والتأهيل العلمي لمديري المدارس.
4- ينبغي اختيار مديري المدارس من أصحاب الخبرة الحقيقية .
5- ينبغي أن يطلع المدير على لائحة المرحلة التي يعمل بها .
6- التخطيط السليم للعمل المدرسي واشتراك جميع العاملين في هذا التخطيط حتى يسهل التنفيذ عندما يعرف كل فرد بأنه اشترك وساهم في ذلك العمل وبالتالي يستطيع أن يتحمل المسؤولية .
7- المرونة في تطبيق النظام ومراعاة الظروف الطارئة .
مشكلات مطروحة للنقاش : -
· لو صادفتك مشكلة ترفيع طالب من الصف الرابع إلى الصف الخامس ، وفي منتصف الفصل الدراسي الثاني اكتشفت أن هذا الطالب راسب في الصف الرابع، فما هو الإجراء الذي سوف تتبعه في هذه الحالة .
· نسيان أحد الطلاب بالمدرسة ، وعدم التنبه لذلك إلاّ بعد اتصال ولي أمره بك في منزلك .
تعتبر الإدارة التربوية في الوقت الحاضر من الأمور الهامة التي شملها التطوير، والتي لا يمكن إبقاءها تقليدية، ومن هنا كان لزاماً على الدول أن ترسم سياستها التربوية حسب معطيات العصر، وتختار قادتها التربويين القادرين على إدارة النظام التربوي بشكل فعال وسليم، مستخدمين الطرق والأساليب الإدارية الحديثة .
وانطلاقاً من الاتجاه الجديد لدور المدرسة وأهميتها كوحدة أساسية في بناء المجتمع وتطوره، فلم يعد المدير مجرد مطبق للنظام، ولا مجرد قائم على حفظ الأثاث أو مراقبة الواجبات المدرسية، بل تعدى ذلك وأصبح قائد للمدرسة، ومالك للمهارات الأساسية ومتعمق بخلفية علمية وكفاءة ومقدرة إدارية، كما أصبح قادر على التغيير والتحسين في التنظيم المدرسي، واعي بالأهداف، وأصبح نجاح المدرسة إذا تجاوزنا النشاط متوقفاً على كفاءته الإدارية .
ورغم ذلك، فإن عملية القيادة الإدارية لا تتوقف على مدير المدرسة فقط مهما كانت صفاته، بل يتوقف أيضاً على أفراد الجماعة اللذين يتعامل معهم ، وعلى مستوى العلاقات الإنسانية بينهم وبينه، ومن هنا يظهر دور القائد الإداري في خلق جسور من الثقة والدفء في العلاقات الإنسانية .
إن مدير المدرسة الفعّال هو الذي يستخدم مهاراته وخبراته في تطبيق الأساليب العلمية الحديثة للإدارة، بحيث تتناسب مع طبيعة العمل الإداري الذي يمارسه، وبحيث يصبح كفاياته رهناً برؤيته الواضحة لحركة التعليم وبنظرته المتكاملة إلى العملية التربوية...
لذا نجد أن من التربويين من رأى أن هناك مجموعة من المهارات الضرورية لمدير المدرسة وأهمها :
* المهارات الذاتية
*المهارات الفنية
*المهارات الإنسانية
*المهارات الإدراكية
أولاً : مهارات ذاتية وتكوينات نفسية :
وهي تشتمل على السمات الشخصية والقدرات العقلية و روح المبادرة والابتكار ، فطبيعة العمل الإداري الشاق تستوجب من مدير المدرسة أن يتوفر لديه صحة جيدة وقوة ونشاط ،وقدرة على التحمل، حتى يستطيع أن يشيع الحيوية والنشاط في العاملين بالمدرسة، وأن يكون قادرعلى ضبط النفس فلا يغضب بسرعة، صابر متزن، يدرس الأمور بعناية قبل أن يصدر الأحكام كذلك عليه أن يمتلك عنصر الشعور بالمسئولية وقوة الإرادة ومضاء العزيمة والثقة والاعتزاز بالنفس .
هذا في حين يعتبر الذكاء من أهم القدرات العقلية اللازمة للإدارة، وقد أثبتت كثير من الدراسات أن هناك صلة بين الذكاء والنجاح في القيادة، فالذكاء يجعل الرجل القائد لديه بعد تصوري يتعرف من خلاله على المشكلات ويستطيع مواجهتها، كذلك الذكاء يمد الفرد بسرعة البديهة والفطنة ومواجهة الأمور بحزم .
كذلك من المهارات الذاتية للمدير توفر عنصر المبادرة والابتكار، حيث تستطيع أن يكتشف عزيمة كل موظف وقدراته فيصل إلى أفضل السبل لشحذ عزيمة الموظفين للعمل وبث روح النشاط والحيوية في شرايين المؤسسة التربوية .
إن صفة المبادرة صفة مهمة للقائد التربوي حيث تمكنه من اتخاذ القرارات الصائبة، ومن هنا ضروري أن يتصف المدير بالشجاعة والقدرة على الحسم وسرعة التصرف مع القدرة على ضبط النفس والاتزان ،ومعنى ذلك أن يستطيع أن يتحكم في عواطفه وإدارة نفسه بعيداً عن العصبية والتهور .
ثانياً : مهارات فنية ومعرفية :
يتسم العصر الذي نعيشه بالتغيرات والتطورات المتلاحقة في أساليب التعلم والتعليم، ومن هذه الزاوية يتحتم على مدير المدرسة أن يكون ملم بكثير من المعارف والمعلومات، بل أكثر من ذلك يعرف متى وكيف يحصل على ما يريد من المعلومات اللازمة من مصادرها، ولا ينتظر أن توصل إليه أو يزوده أحد بها، فهو يمتلك الروح البحثية دائماً، يسعى للتجديد والابتكار والإبداع .
ومن هنا لكي يكون المدير ناجح في عمله لا بد له أن يكون لديه المقدرة على ربط الأمور الإدارية بالخطوط العريضة لسياسة السلطة، وأن يمتلك من المعارف ما يؤهله لأن يكون لديه القدرة على اختيار أفضل الأساليب التي تكفل الحصول على أكبر قدر من الكفاية الإنتاجية، حيث يجمع ما بين التنظيم والتنسيق وتفويض السلطة .
هذا بالإضافة إلى أن يمتلك مهارات معرفية واسعة في علم النفس وأصول التربية كي يستطيع أن يساير الطبائع البشرية التي يتعامل معها .
إن مهارات مدير المدرسة رهناً برؤيته الواضحة لحركة التعليم ونظرته المتكاملة والشاملة إلى العملية التربوية وعلاقته بغيرها من المؤثرات الثقافية؛ ولذا فأننا نؤكد على أهم المهارات الفنية الواجب توافرها لدى مدير المدرسة وهي :
1- مهارات في تطوير المناهج الدراسية.
2- مهارات في تقويم الخطة التربوية .
3- مهارات ترجمة برامج المدرسة إلى خطط واقعية .
4- مهارات في تفويض الصلاحيات .
5- المهارة في اتخاذ القرارات .
6- المهارة في القيادة .
ثالثاً : مهارات إنسانية :
وهي تعني فن التعامل مع البشر، والتعامل مع الناس على قدر عقولهم، فهي أولى المهام، بل وتعتبر مركز الإدارة التربوية، لأن الإدارة تتطلب باستمرار التعامل مع البشر على كافة مستوياتهم سواء داخل المدرسة (معلمين – إداريين – طلاب – أولياء أمور – مشرفين ) أو على مستوى المجتمع المحلي بكافة مؤسساته والعاملين فيه، هذه المهمة تتطلب من مدير المدرسة بصفته قائد للعلاقات الإنسانية أن يكون مطلع بعمق في الطبائع البشرية ويستطيع توجيه تلك العلاقات الإنسانية بطريقة مدروسة ومحددة لتفعيل العملية التربوية، إذ نجد في المدارس الفاعلة أن القائد التربوي يتمتع بنشاط دؤوب يستطيع أن يوجد مناخاً مدرسياً يتم التركيز فيه على الجوانب الأكاديمية، والسيطرة على البيئة الداخلية من معلمين وطلاب وموارد.
ويذكر علماء الإدارة مجموعة من المهارات يطلقون عليها مهارات المساواة، يمكن أن يستخدمها مدير المدرسة في تحسين العلاقات الإنسانية وهي :
1- كل فرد مهم وكل واحد يحتاج إلى الاعتراف بجهده .
2- القائد ينمو حين تتوزع مهام القيادة .
3- القيادة يجب أن يشترك فيها الآخرون .
وعلى ذلك تتطلب المهارة الإنسانية أن يكون مدير المدرسة لديه القدرة على بناء علاقات حميمة طيبة مع مرءوسيه، وذلك من خلال معرفته بميول واتجاهات المرءوسين وفهم لمشاعرهم وتقبُل لاقتراحاتهم وانتقاداتهم البناءة، مما يُفسح المجال أمام المرءوسين للإبداع والابتكار وحسن الانتماء للمدرسة التي يعملون فيها .
فالعلاقات الإنسانية ليست مجرد كلمات طيبة، أو ابتسامات يوزعها مدير المدرسة بين الحين والحين الآخر سواء مجاملة أو غير ذلك ،بل هي فهم عميق لقدرات وطاقات ودوافع وحاجات البشر الذين تتعامل معهم، ومحاولة استثمار كل هذه الإمكانات لحفزهم على العمل بروح الفريق لتحقيق الأهداف المنشودة، حيث تشير الأبحاث الحديثة في مجال الإدارة على أن فشل كثير من الإداريين في عملهم وفي تحقيق أهداف العمل مرجعه نقص في المهارات الإنسانية عندهم، أكثر من أن يكون قصوراً في مهارة العمل نفسه .
ومن هنا يتوجب على المدير الواعي أن يحاول جاهداً أن يحد من تأثير النظرة السلبية للآخرين، وفي أقل تقدير يحاول أن يبقي هذا الأثر في مستوى بحيث لا يفسد عليه تصرفاته فيقع ضحية للجهل، لذا يجب أن يكون متفتح الذهن والعقل متوقد الذكاء متواضع، يشجع الآخرين على تحمل المسؤولية، لأنه يدرك أن الإنسان قادراً على تجاوز قصوره بالمثابرة والشعور بالقيمة الذاتية .
ومما لا شك فيه أن المديرين في كافة المستويات الإدارية لن تكتمل لهم مقومات الإدارة الناجحة ما لم يقفوا على حقيقة دوافع الأفراد سواء تلك الدوافع الشعورية أو اللاشعورية وحاجاتهم ومكونات وهياكل شخصياتهم الإنسانية واتجاهاتهم النفسية وقدراتهم وميولهم إلى جانب مستوى الذكاء والعمليات العقلية من إدراك وإحساس وتفكير .
ومن خلال العلاقات الإنسانية يكون مدير المدرسة مسؤول عن التغيير الفعّال للسلوك البشري للأفراد داخل المدرسة، فالإدارة الرشيدة تحاول استقطاب المحايدين والمنحرفين عن أهدافها وتغير اتجاهاتهم نحو التعاون والمشاركة ، فالسلوك الإنساني يمثل أحد المحددات الرئيسية للكفاءة الإدارية وإنتاجيتها، والعوامل الأخرى المساعدة في العمل الإداري، إنما تكتسب أهميتها من خلال العمل الإنساني .
رابعاً : المهارات الإدراكية التصورية :
تعني هذه المهارة مقدرة القائد التربوي على رؤية مدرسته ككل و على تفهمه و إدراكه شبكة العلاقات التي تربط وظائفها و مكوناتها الفرعية المتنوعة ، وكيف أن أي تغير في أي مكون فرعي سيؤثر و بالضرورة و لو بنسب متفاوتة على بقية المكونات الفرعية الأخرى التي يشتمل عليها النظام، كما تعني أيضا إدراك المدير و القائد التربوي لشبكة العلاقات بين النظام الذي يعمل فيه و ما يرافقه من نظم اجتماعية أخرى ، لذلك من الضروري أن يمتلك مدير المدرسة رؤية واضحة للمدرسة التي يديرها ويفهم الترابط بين أجزائها ونشاطاتها، وبالتالي يتكون لديه فهم واضح لعلاقات جميع الموارد البشرية في المدرسة من (معلمين – طلاب – إداريين ، وأعضاء المجتمع المحلي .
كذلك يجب أن يكون هناك تصور واضح لعلاقة المدرسة بالمجتمع المحلي، إضافة إلى معرفة واضحة بأوضاع هذا المجتمع التشريعية، الاقتصادية، الاجتماعية .
فإن معرفة مدير المدرسة لهذه الأمور ووجود تصور مسبق لديه يستطيع من خلاله استخدام مهاراته الإنسانية في التعامل مع المجتمع المحلي، كما يستطيع من خلال تصوراته وإدراكه المستقبلي أن يؤثر في مرءوسيه حيث يدفعهم إلى الإبداع والابتكار والمبادرة وتحمل المسئولية وعلى ذلك فإن إسهام مدير المدرسة في تحقيق أهداف التعليم لا يقتصر على أدائه لواجباته الروتينية فحسب، بل يُُقدم على الإبداع والابتكار، في محاولة التغلب على مشكلات العمل المدرسي، وممارسة طرق وأساليب أكثر تطوراً في الأنشطة الإدارية والفنية التي يقوم بها، ومن هنا يجب أن يتصف مدير المدرسة بالقدرة على تحمل الصعوبات والمخاطر، حتى يكون قادراُ على اتخاذ قرارات تتسم بالجرأة والحسم .
هذا وتعقيباً لما سبق فهناك مواصفات لمدير المدرسة يجب أن يتصف بها يمكن إيجازها بخمس صفات للقائد التربوي الناجح وتتمثل في :
1-وجود حد أدنى من الصفات الذاتية، كالصحة والذكاء والقدرة على التحمل .
2- وجود قدر معين من الخصائص المكتسبة كالقدرة على الإقناع والاتصال والإحاطة بجوانب الأمور قبل البت فيها، والقدرة على إيجاد الحلول للمشكلات والثبات في مواجهة الأزمات .
3- توافر الجانب الأخلاقي في القائد التربوي ، وذلك باتصافه بالصبر والأمانة والشرف والنزاهة، والإخلاص والتفاني في العمل، حتى يصبح القدوة الحسنة لجميع العاملين في المدرسة.
4- تفهم الأهداف العامة، والعمل على تحقيق المصلحة العامة وتنفيذ السياسة العامة للدولة.
5- توافر قدر معين من المهارات والخبرات فيما يتعلق بالعمل الذي يتولى القيادة فيه .
و بشكل عام فإن المهارات الأربعة السالفة الذكر هي مهمة و ضرورية للقائد التربوي حيث يستطيع أن يوظف مهاراته هذه بشكل يستطيع أن يحقق فاعلية النظام الذي يعمل فيه و ذلك من خلال تفاعل النظام مع المتغيرات التي يعايشها