أشحن دماغك بأفكار ناجحة ..
أشحن دماغك بأفكار ناجحة ..
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الباحثون :" إن دماغنا لا يميز بين تجربة حقيقية حدثت في الواقع , و بين تجربة تخيلناها بكثرة وب كل تفاصيلها " ..
بمعنى آخر : إذا كنتَ لا تفكر طوال الوقت إلا في الفشل , و إذا كنت تتخيله باستمرار و بكل جزيئاته كأنه واقع ,
فإنك بهذا تغذي ذاكرتك بتجارب فاشلة , و بالرغم من كونها خيالية , فإنها يمكن أن تؤثر سلبياً على تصرفاتك في المستقبل ..
بينما و لحسن الحظ , إذا تمكنت من استرجاع ذكريات تجاربك الناجحة في الماضي ,صغيرة كانت أم كبيرة ,
إذا تخيلت باستمرار و بدقة ما تريد تحقيقه , فإنك بهذا تشحن ذاكرتك بمشاعر انتصار و نجاح من شأنها أن تؤثر إيجابياً على حياتك ..
كيف تحيي نجاحك السابق ؟!
كل الناس حققوا النجاح يوماً ما ,حتى لو لم يكن نجاحا باهراً , ( نجاح في الدراسة أو في إلقاء محاضرة
نالت إعجاب الجميع أو في مشروع مربح ) ..
المهم أنهم شعروا وقتئذ بالفرح و الرضا لتحقيق هدف معين ..
أنت أيضاً حققت النجاح في عدة مناسبات بدون شك , اجلس في مكان مريح , و ابحث في ذاكرتك عن تجربة ناجحة ..
عندما تتذكر واحدة.حاول أن تعيد تركيب المشهد بكل
تفاصيله : المناسبة ,المكان ,الطقس , الألوان , الأصوات , تسلسل الأحداث ..... الخ ..
لاتنس أيضاً أن تعيش من جديد مشاعر الفرحة و الرضا , لأنها هي التي ستشحن ذاكرتك بطاقة بناءة
تؤثر بدورها إيجابياً على جهازك الداخلي ..
هذا النوع من التمارين عندما يمارس بكثرة , يمكنك من التغلب على تخيلاتك الهدامة , فتصبح لا تتخيل سوى النجاح ..
استعن بالارتكاسات الشرطية
استعمل مثلاً تنفسك كشرط , و في كل مرة تستعد فيها لإلقاء كلمة أمام مجموعة من الناس ,ردد في ذهنك : " عندما أبدأ
في الكلام أمام الحاضرين , سأكون واثقاً من نفسي و لن أستسلم لتأثير الرهبة , و حتى إذا تملكني الشعور بها ,
فإن هذا الشعور سيزول حتماً عندما أقوم بتنفس عميق " ..
هذه الطريقة من شأنها أن تنمي فيك ارتكاسا شرطياً إيجابياً , بحيث يصبح زوال الشعور بالرهبة متعلقاً بتنفس عميق ..
كيف تتعامل مع تجاربك الفاشلة؟
لنأخذ المثال التالي : في إحدى المجالس العائلية ,يطلب منك أحد أقربائك إبداء رأيك بخصوص موضوع ما ..
كل الحاضرين يصمتون ردك , و إذا بك تفاجأ بهذا السؤال ,فترتبك و تتلعثم و لاتدري ماذا تقول ..
ربما تعلق على هذا الحدث كما يلي : " إنني حقاً إنسان تافه , أقل شيء يفقدانني صوابي " ..
لكن الأفضل طبعا أن تنظر لهذه التجربة من زاوية بناءة , فتقول مثلاً : " هذا درس مفيد لي ,فقد كان يكفي أن أتعلم
الارتجال لأحافظ على هدوئي و أحسن التصرف في مثل هذه المواقف الحرجة " ..
بمعنى أعم , في كل مرة تشعر فيهل بقلق و غم بسبب حادثة سابقة تعود لذاكرتك , بدلاً من أن تستلم لمشاعر
اللوم و العتاب , حاول يالعكس أن تستفيد من الأخطاء التي صدرت عنك خلال تلك الحادثة ..
أعد إذاً تركيب المشهد من جديد كما كنت تود أن يحدث , و أبدل الصورالسلبية بأخرى إيجابية ,
باستعمال هذه الطريقة مع كل فشل سابق و يصبح بإمكانك أن تمحي ذاك الفشل من ذاكرتك ليحل محله نجاح جديد ..
يقول أحد الباحثين : " يجب على كل شاب يرغب أن يصبح عالماً , أن يكون مستعداً للإخفاق تسعا وتسعين مرة
قبل أن ينجح مرة واحدة , و لايشعر بأية إهانة شخصية بسبب هذا الشيء " ..
ماذا يمكن أن نستخلص؟
نعرف الآن أنه باستطاعتنا أن نتخلص من عيوبنا المتجذرة في أعماقنا , حتى و لو لم نكن مسؤولين عن الإصابة بها ..
بمعنى آخر : نحن لسنا سجناء ماضينا , لا , فهل العوامل الخارجية يمكننا استعمالها فقط لفهم الأسباب التي أوصلتنا لهذه الحالة ..
أما التستر وراءها طول الوقت , فلا يحل المشكل أبداً و لاحتى يحسن حالتنا الحاضرة أو المستقبلية ..
والآن و قد فهمنا هذه الأسباب , فعلينا نحن أن نبني مستقبلنا بكل مسؤولية ..