رسالة المدرسة إلى الأهل
لاشك أن كل أسرة تحب لأبنائها التفوق والتميز لتفخر بهم وبإبداعاتهم ... ولكن المحبة شيء ... والإرادة شيء آخر ... فالإرادة تحتاج إلى معرفة كاشفة وبصيرة نافذة وقدرة واعية لتربية الإبداع والتميز وتعزيز المواهب ... وترشيدها في حدود الإمكانات المتاحة ...... ورب كلمة طيبة صادقة تصنع الأعاجيب في أحاسيس الطالب أو الطالبة ، وتكون سببا في تفوقه وإبداعه ... وإليكم هذه النقاط كمقترحات عملية لعلاقة أولياء الأمور بأبنائهم علها تساعد وتشحذ الهمم لمشاركة أولياء الأمور في رفع مستوى أبنائهم علميا وخلقيا:
أولا : استشعار المسئولية أمام ابنك أو ابنتك ... ومتابعتهما متابعة دقيقة ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته (
ثانيا : زيارة المدرسة ... أو الاتصال بها بين فترة وأخرى ... والاستفسار عن سيرة ابنك داخل المدرسة بصفة مستمرة ... فالتواصل مع المدرسة إدارة ومعلمين ولجنة أولياء الأمور ... وتنبيههم إلى خصائص ابنك أو ابنتك ... يرفع درجة التعاون بين المنزل والمدرسة في رعاية الطالب أو الطالبة والسمو بهما ... وتهذيب السلوك السيء ... ورفع درجة التحصيل العلمي للطلاب المقصرين
ثالثا : عدم ترك ابنك أو ابنتك لآخر العام الدراسي ... لكي لا تفاجأ بأنهما لم يجتازا المرحلة ... وتبدأ رحلة الشكوى من المدرسة ... أو المعلم ... أو المدير ... أو لجنة أولياء الأمور
رابعا : دخول ابنك أو ابنتك المدرسة لا يعفيك من مسئولية المتابعة المستمرة لهما في البيت وخارجه
خامسا : كون ابنك أو ابنتك يعرفان القراءة والكتابة لا يعني أنهما يستحقان النجاح ... فهناك مهارات لا بد من إتقانها ... وإتقان جميع المهارات سبب في نجاحهما من المرحلة التي هم فيها
سادسا : ضبط اللسان ولا سيما في ساعات الغضب والانزعاج ... فالأب والأم قدوة للابن أو الابنة فيحسن أن يقوده إلى التأسي بأحسن خلق ... فإن أحسن المربي وسما بخلقه ... تبعه ابنه أو ابنته بالسمو ... وإن أساء وأهمل وشتم ... خسر ابنه أو ابنته وضيعهما
سابعا : الضبط السلوكي ... فوقوع الخطأ لا يعني أن الخاطئ أحمق ... أو مغفل فكل ابن آدم خطاء ... ولابد أن يقع ابنك أو بنتك في أخطاء كثيرة ... لذلك علينا أن نتوجه إلى نقد الفعل الخاطئ والسلوك الشاذ لا نقد الابن أو الابنة وتحطيم شخصيتهما ... فلو تصرف الابن تصرفا سيئا نقول له : هذا الفعل سيئ ... وأنت ولد مهذب ... ولا يجوز أبدا أن نقول له : أنت ولد سيئ غبي أحمق ... الخ
كن إيجابيا وفكر إيجابيا
مما لا يختلف عليه اثنان أن أي سلوك إنساني ينطلق من قاعدة فكرية وقناعات ومعتقدات ... فولي الأمر الذي يلجأ لأساليب سلبية في التعامل مع أبنائه هو في الواقع ينطلق من أفكار سلبية ... ويتحكم في سلوكه تفكير سلبي ... وتغيير الأساليب السـلبية بحاجة لتغيير نمط التفكير السلبي ... ومن سلبيات التفكير السلبي أنه غالبا غير منطقي ... وينطلق من ردود أفعال ... ويهدم أكثر مما يبني إضافة إلى كونه يفرز شخصية متشائمة لا تبني ولا تَسعد ... ولا تُسعد من حولها ... ومن أمثلة التفكير السلبي :
عزيزي ولي الأمر ... أنت كأب أو أم مسئول عن الأمانة التي حملك الله إياها ... أمانة تربية أبنائك ... والتي ستسأل عنها يوم القيامة ... أحفظت أم ضيعت ؟
قال الشاعر ... إذا المرء أعيته المروءة ناشئا ... فمطلبها كهلا عليه عسير
وقال آخر ... إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ... ولا يلين إذا قومته الخشب
فعليك أيها الأب الكريم وأيتها الأم الفاضلة الاعتناء بهذه البذرة التي بذلت في سبيلها الغالي والنفيس حتى حصلت عليها ... فأنت زرعت ... وعليك التعهد بالسقي والرعاية والملاحظة المستمرة ... ولا توكل أمرك كله للغير فالثمرة لك ... وأنت الذي ستتذوق حلاوتها فلا تتركها للزمن إما أن يذبلها وييـبسها فجة ... أو تستوي على ساقها وتذبل وتسقط ... وفي الحالين لا يستفاد منها
فأنت المربي الأول لابنك تعرف منشأه ... وما عليك إلا أن تشعل زناد فكره ... وتوقظ جذوة مشاعره ... وتوقد شرارة عقله ... ليكون بارقة أمل يلوح ... ويهطل وبلا من نور العلم على أرض الجهل والضلال فيحيلها أرضا ذات مروج ... وأنهار وأشجار وأزهار ... ويبقى ساطعا في سماء بيت زبده كالقمر ليلة البدر
والله من وراء القصد
مع تحيات مدير المدرسة والمرشد التربوي